الزخرفة عنصر رئيسي وجزء لا يتجزأ في التصميم الداخلي والخارجي، حيث أصبحت الفنون الزخرفية في التصميم الداخلي بمثابة فن قائم بذاته قد عرفه الإنسان منذ العصور القديمة، ونستدل عليه من الرسوم والنقوش التي لا تزال حتى الآن على جدران المعابد، وفي هذا المقال نسرد تفصيلياً كافة المعلومات الخاصة بفنون الزخرفة سواء في التصميم الداخلي أو الخارجي مع توضيح قواعد استخدامها.
ما هو تعريف فن الزخرفة؟
الفنون الزخرفية في التصميم الداخلي Decorative Arts in Design عبارة عن فن تشكيلي أو تزييني أو كما يطلق عليه فن الزخرفة الهندسية، هو فن مستوحي من النقاط والأشكال الهندسية والرسوم والحروف المتعارف عليها، والصور والمظاهر الخارجية التي نلحظها في الطبيعة.
وقد ظهر هذا الفن باعتباره فناً قائماً بذاته في القرن الثامن عشر بعدما انبثق عن الفنون الأخرى، وأصبح مستقلاً، والهدف من التصميم الزخرفي صناعة القيمة من أشياء قد لا يكون لها قيمة جمالية وتنسيقها مع باقي العناصر الأخرى مع الوضع في عين الاعتبار الأهمية الوظيفية لها.
ما هي قواعد فن الزخرفة؟
من الخطأ الشائع عند البعض، اعتبار الديكور الزخرفي أمر ثانوي أو نهج يمكن استخدامه على نطاق واسع دون الإلمام بأسسه وقواعده، وعلى النقيض من ذلك، لا يمكن استخدام الزخارف دون العمل بموجب القواعد الخاصة بها، ومن قواعد الفنون الزخرفية في التصميم الداخلي أو الخارجي:
1- التوازن
قاعدة التوازن من القواعد العامة التي يجب العمل بمقتضاها عند تأسيس أي مبنى أو في التصميمات عموماً، ولعل فن الزخرفة من الفنون التي يجب القيام بها انطلاقاً من قاعدة التوازن، حيث التوزيع المتوازن لكافة مكونات الزخرفة من خطوط وهياكل وألوان وعناصر، ويحدث هذا التوازن بالدور الذي يقوم به المصمم عند اختيار الأحجام والأبعاد والقياسات التي تتناسب مع المساحة التي يعمل بناءًا عليها.
2- التناسب
بأن يراعي المصمم النسبة والتناسب عند استخدام كل عنصر زخرفي في التصميم الداخلي، وذلك لكي لا يطغو عنصر على آخر، فما يميز فن النمط الزخرفي كونه فن يعطي لكل مكون قيمته التي تميزه عن غيره، لذا نجد العمل في هذا الفن مرتكز على أن تكون الأحجام والأبعاد والرسومات متناسبة مع بعضها البعض.
3- التناظر
يقصد بالتناظر أن يكون هناك تماثل بين جانبي الزخرفة، بمعنى آخر، أن يكون هناك تشابه بين كلا النصفين من الشكل الزخرفي، فعند إحداث تطابق بين النصف الأول من الشكل الزخرفي والنصف الثاني، فذلك يطلق عليه تناظر، وعند انتهاء المصمم من هذه المهمة، يقوم بقياس كلا النصفين للتأكد من أنهما متطابقين، ويقيس ذلك من خلال رسم خط مستقيم لتقسيم الزخرفة إلى نصفين، وللتناظر نوعين:
1- التناظر الكلي
بأن تكون الوحدات مستاوية، أي النصف الأول مساوي للنصف الثاني مع مراعاة أن يكون كل نصف مختلف عن الثاني أو مستقل بذاته، فهو ليس مكملاً له بل مساوياً فقط.
2- التناظر النصفي
في التناظر النصفي يكون النصفين متطابقين ومكملين لبعضها البعض، فكل نصف مرتبط بالآخر ومرتبطاً به.
4- التشابك
للتشابك أنواع، قد يكون حلزوني أو معاكس أو طبيعي، ويقصد به أن تكون الوحدات الزخرفية ملتفة حول بعضها، ويكون بين وحداتها تشابك، ويكثر استخدام هذه القاعدة في الطراز الإسلامي.
5- التكرار
رغم تطبيق قاعدة التكرار في أكثر من فن خصوصاً الفن الجرافيكي إلا أن استخدامها يشيع أكثر في فن الزخرفة، ويقصد بذلك، تكرار الرسم أو الوحدات الزخرفية أكثر من مرة سواء عن طريق رسمها من جديد أو نسخها مرات عديدة مع مراعاة الأبعاد، وقد ظهرت هذه القاعدة مستوحاة من الفلسفة الصوفية التي تقوم بأن الخلق يستمر ويعيد نفسه باستمرار، أما عن أنواع التكرر، نجد ثلاثة أنواع رئيسية:
- التكرار الطبيعي: بأن تتكرر الوحدات في وضع ثابت ومتطابق سواء بشكل دائري أو أفقي أو رأسي.
- التكرار المتعاكس: بأن تتكرر الوحدات في الستايل الزخرفي بشكل معاكس لبعضها.
- التكرار المتبادل: بأن يكون هنا تجاور بين الوحدتين في تعاقب مستمر لكل جزء.
اقرأ أيضاً عن: التصميم المعماري Architectural Design
ما هي أنواع الزخارف؟
الفنون الزخرفية في التصميم الداخلي ليست واحدة بل متعددة، وهذه بعض أنواعها:
1- فن الزخرفة البدائي
الزخرفة البدائية هي تلك التي ظهرت مع بدايات التاريخ وما قبله، عندما عرف الإنسان القديم الكيفية التي يتم بها استعمال الزخارف ولكنها كانت تقتصر آنذاك على النقاط والخطوط المبعثرة، والأشكال الساذجة.
2- فن الزخرفة الرمزي
وهي الزخارف التي استعمل الإنسان فيها الرمز للتعبير عن المضمون، وكانت الرموز مستمدة من الطبيعة، وقد بدأ ظهورها عندما بدأ يتكون لدى الفرد اعتقاد بأن هناك إله خلق هذا الكون بما عليه، وقد كانت هذه الزخرفة مستوحاة من الكائنات الحية من حيوانات ونباتات، واستطاع الإنسان رسمها على الحجارة ليجسدها ويعبر عنها.
3- فن الزخرفة التجريدي
يقصد بالزخرفة التجريدية، تطبيق قاعدة التجريد على الطبيعة ومظاهر الحياة والواقع المعاش، بأن يتم تصوير ما هو موجود بالفعل، والبعد عن تصوير ما هو غير موجود أو ما لم يكن له وجود فعلي على أرض الطبيعة.
4- فن الزخرفة الكتابي
أو كما يطلق عليه الكتابة الرمزية، حيث قام الإنسان بالتعبير عما يخالجه من أفكار ومشاعر من خلال الكتابة الرمزية سواء الهيروغليفية أو الصينية، وتقتصر هذه الرموز الكتابية على الرسومات المتعلقة بالنباتات والطيور والحيوانات والأنهار، ورغم بدائية هذه الأشكال إلا أنها توحي بمضامين ذات فحوى وقيمة.
اقرأ أيضاً عن: الديكور الداخلي Interior Design
الفنون الزخرفية في التصميم الخارجي
الفنون الزخرفية في التصميم الخارجي تعكس مصطلح التزيين، حيث يسهم الفن الزخرفي في إبراز القيمة الجمالية، وجعل الأشياء أكثر فخامة ورقي عما كانت عليه، فالغاية من الزخارف في التصميم الخارجي، أن تجعل ما لا قيمة له ذا قيمة مع استغلال المساحات وتغييرها بما يتناسب مع العناصر الأخرى، فالمصمم يسعى إلى تحديد المساحة من خلال الفن الزخرفي لتحقيق عنصر الابهار باستخدام الأوهام البصرية التي قد تزيد من مساحة المكانة وسعته أو العكس، كما تعمل على لفت الأنظار نحو مناطق أو قطع معينة.
فن الزخرفة الإسلامية
عند سماع مصطلح الزخرفة، يبرز أمام أعينا، الزخرفة الإسلامية وخصوصاً تلك المتعلقة بالطراز الأندلسي الساحر، حيث تمثل الزخارف الإسلامية جوهر الدين وعمق الإيمان بالله الأحد، فالزخرفة الإسلامية لا تصور الإنسان أو الطبيعة أو ما يوجد بالفعل بل تعمل على إبراز العلاقة القائمة بين الفن المعماري والزخارف التي يتضمنها وبين الروح الإسلامية، وفي هذه الزخرفة نجد الخطوط العربية والأشكال الهندسية والتطعيم بالأحجار الكريمة للمجسمات، وقد ظهر هذا الأمر في المساجد وقصور الأمراء والخلفاء.
أنواع الفنون الزخرفية الإسلامية
الزخارف في الطراز الإسلامي لها أشكال وأنواعد عدة، نذكر منها الآتي:
1- الزخارف الهندسية
وهي الزخارف التي تستمد قواعدها من فن العمارة وأسس الرياضيات، حيث يشيع فيها استخدام الأشكال الهندسية من مربعات ومستطيلات ودوائر ومثلثات، ويتم القيام بها برسم النقاط وتوصيلها ببعضها البعض بخطوط متسقة ومتشابكة للوصول في نهاية المطاف إلى الشكل المرجو.
2- الزخارف النباتية
وفي هذه الزخارف، نجد أشكال وأنواع النباتات وما تتكون منه سواء أوراق أو براعم أو سيقان وجذور، ومن هذه الزهور والنباتات، زهور التوليب والقرنفل، ويتم رسمها بنوع من التشابك والتشعب.
3- الزخارف الحيوانية
تمتد الزخارف الحيوانية إلى عصر ما قبل التاريخ، عندما نزل الإنسان من الكهف، وبدأ يتعرف على الكائنات الأخرى التي تعيش معه على نفس الأرض، حيث قام باصطياد الحيوانات والتغذي عليها واستغلالها، وبدأ بعد ذلك رسم هذه الحيوانات على جدران المعابد ونقشها في الكهوف، وبعد ذلك أصبحت تُستخدم كرموز ضمنية للتعبير عن شيء ما.
4- الزخارف الكتابية
وهي الزخارف التي يتم كتابتها بالخط العربي، وقد فضل المسلمون الخط الكوفي عن غيره وذلك باعتباره من الخطوط المستقيمة التي يسهل استخدامها وتدويرها، فهي مرنة ويسهل دمجها مع الخطوط الأخرى، كما أنها تضفي جمالاً عند استخدامها كفن زخرفي.
اقرأ أيضاً عن: الطراز الإسلامي
فن الزخرفة والخط العربي
يعتبر الخط من ضمن فنون الزخرفة التي لها باع طويل في المنطقة العربية من شرقها لغربها، ولقد تميزت الحضارة العربية باستخدام هذا العنصر في التصميم الداخلي والخارجي للمباني، فالخط لا يعد عنصر كتابي فحسب بل له مضمون جمالي، ولقد عُرف عن العرب استخدام أسلوبين أساسيين للخط:
1- الخط الكوفي
يعد الخط الكوفي من أقدم الخطوط التي وصلتنا حتى الآن، وقد نال هذا الخط شهرة بين العرب، وقد تم استخدامه لكتابة القرآن الكريم لفترات طويلة، ويمتاز بالاستقامة ذات الزوايا الحادة عند كتابة الحروف.
2- خط النسخ
اُشتهر هذا الخط في عهد الدولة العباسية، حيث كانت لحظة الابتكار الحقيقة له في تلك الفترة، ولقد تفننوا في كتابته، وهو مشتق من خط الثلث، وله أشكال مختلفة، وبمرور الوقت، استطاع هذا الخط أن يحل محل الخط الكوفي، وبدأت كتابة القرآن الكريم تُكتب به.
اقرأ أيضاً عن: الطراز الأندلسي
شركة لتصميم النمط الزخرفي في الديكور والتصميم
إذا كنت تبحث عن شركة رائجة في مجال الديكورات والتصميمات، فلا شك أن شركة آتيك ديزاين للتصميم والديكور من تلك الشركات التي توفر لك مجموعة واسعة من التصاميم التي تناسب كافة الأذواق وتلبي المتطلبات المتفاوتة، كما تسهم في إضفاء الفنون الزخرفية في التصميم الداخلي ببساطة لجعل منزلك ينبض بالحياة.